تركيا.. أمل المظلومين والفارين من الحروب والفقر والإرهاب (تقرير)

تركيا.. أمل المظلومين والفارين من الحروب والفقر والإرهاب (تقرير)

تركيا.. أمل المظلومين والفارين من الحروب والفقر والإرهاب (تقرير)

- يجد المهاجرون بصيصاً من الأمل يجعلهم يتمسكون بالحياة في تركيا بعد أن لجأوا إليها فراراً من الحروب الداخلية والإرهاب والفقر والجوع في بلادهم
- تستضيف تركيا نحو 20 بالمئة من المهاجرين في العالم بعدد لاجئين يصل إلى 4 مليون لاجئ
** اللاجئ السوري جاهد شيخو:
- فقدت زوجتي واثنين من أطفالي خلال رحلة هجرة والآن تمسكت بالحياة من جديد في تركيا
** الأفغاني سغورا عبد الله:
- الدولة التركية ساعدتنا ووجدنا فيها الاستقرار والاطمئنان والأمن
** الطالب اليمني عاصم عمر:
- عندما يُذكر اسم تركيا يتبادر إلى ذهني الحرية والحب والسلام

وجد المهاجرون بصيصاً من الأمل يجعلهم يتمسكون بالحياة في تركيا بعد أن لجأوا إليها فراراً من الحروب الداخلية والفقر والجوع في بلادهم.

على مر التاريخ كانت الهجرات تحدث بسبب كوارث طبيعية مثل المجاعات والجفاف أما اليوم فتحدث بسبب الاحتلال والحروب والهجمات الإرهابية.

وبالإضافة إلى سوريا والعراق المجاورتين لتركيا فر آلاف المهاجرين من أفغانستان وباكستان واليمن وفلسطين بسبب مشاكل مشابهة وبسبب مناخ عدم الاستقرار والأمن وتركوا أوطانهم بحثاً عن أمل جديد.

بعض المهاجرين اضطروا للهجرة بطرق غير نظامية مجازفين بحياتهم، وخلال رحلتهم المحفوفة بالمخاطر لقى بعضهم مصرعه غرقاً في البحر وبعضهم مات متجمداً في الجبال.

** 20 % من لاجئي العالم بتركيات

وطبقاً لتقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن 20.4 مليون شخص أصبحوا لاجئين من أصل 70.8 مليون شخص تم تهجيرهم قسرياً من أماكنهم.

وأصبحت تركيا هي الدولة المفضلة لمن خرجوا في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر بحثاً عن حياة أفضل.

وتستضيف تركيا نحو 20 بالمئة من المهاجرين في العالم بعدد لاجئين يصل إلى 4 مليون لاجئ.

وتقوم بتضميد جراح الكثيرين ممن فقدوا ذويهم أثناء محاولتهم الفرار إلى أوروبا، أو ممن تم إنقاذهم على يد قوات الأمن. كما يواصل بعض الشباب اللاجئين تعليمهم في تركيا بعد أن اضطروا لترك التعليم والفرار من بلادهم.

ولاية ديار بكر (جنوب شرقي تركيا) تعد واحدة من الولايات التركية التي بدأ اللاجئين فيها حياة جديدة، وتستضيف 33 ألف لاجئ.

وفي تصريحات للأناضول قال السوري جاهد شيخو (متحدثاً بالكردية)، إنه فقد زوجته وطفليه وثلاثة من أقربائه خلال رحلة الهجرة، وإنه ألقي القبض عليه 6 مرات أثناء محاولته الفرار إلى اليونان.

وأضاف شيخو (40 عاماً) أنه حاول الفرار مرة أخيرة في 23 مارس/ آذار 2017، إلا أن القارب الذي كان يقله غرق بالقرب من سواحل كوش آداسي (غربي تركيا) وفقد زوجته وطفليه وأختيه وزوج أخته و2 من أبناء أخواته.

وأشار إلى أنه لا يستطيع أن ينسى لحظة غرق ابنته التي غرقت أمام عينيه.

وأوضح شيخو أنه نجا وطفله مراد البالغ من العمر 9أشهر فقط.

ووصف مشهد الغرق قائلا: "ارتفع منسوب المياه وغمرت القارب. فارتدى قائد القارب سترة النجاة وقفز في المياه، بينما غرقنا مع القارب. حينما خرجت من المياه رأيت أنه لم يبق أحد ورأيت ابنتي تغرق. وقبطان القارب أنقذ ابني مراد البالغ من العمر 9 أشهر فقط".

** تمسكت بالحياة في تركيا

وأفاد شيخو أنه يشعر بندم كبير لأنه حاول الفرار إلى اليونان، وعبر عن شكره لتركيا على استقبالها واحتضانها له، مشيراً إلى أنه تمسك بالحياة من جديد في هذه البلاد. ودعا لتركيا قائلاً: "فليحفظ الله تركيا من كل سوء وشر".

ولف إلى أنه عانى كثيراً من ظلم تنظيم "بي ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي في عفرين السورية، وأنه لم يتحمل قمع التنظيم الإرهابي فقرر الهجرة هو وأسرته.

وقال شيخو، إن "عناصر من التنظيم الإرهابي أتوا إلى مطعمه في عفرين وطلبوا منه دفع إتاوة، قائلين إنها مساعدات، وإنهم هددوه بأن يلحقوا به ضرراً إن لم يدفع لهم".

وتابع "جمعت 10 صفائح من زيت الزيتون وأعطيتهم ثلاثة منها، وإلا كنت سأضطر أن أدفع لهم نقود. وإن لم تدفع لهم سيقومون بإهانتك كثيراً".

وأضاف شيخو أن "التنظيم يشارك المواطنين حتى في أبنائهم، فمن لديه ولدان عليه أن يعطيهم أحدهما ومن ليس لديه أبناء ذكور يأخذون بنته، ومن يرفض يقتله التنظيم أو يلقيه في السجن".

وأوضح أنه اضطر بسبب ذلك إلى الهجرة إلى تركيا، مشيراً إلى أنه وجد العون والمساعدة في هذه البلاد من الحكومة والشعب.

** الأمن والاطمئنان في تركيا

الأفغاني سغورا عبد الله (29 عاماً) هاجر بسبب الصراعات الداخلية في بلاده إلى إيران وبعد ذلك هرب مع عائلته إلى تركيا بحثاً عن حياة أفضل.

وفقد عبد الله زوجته في حادث سير بقضاء بسميل في ولاية ديار بكر التركية.

وأصيب عبد الله في الحادث وظل نحو شهر في غرفة العناية المركزة ثم خرج من المستشفى ليواصل التمسك بالحياة مع أطفاله الثلاثة.

وفي تصريحات للأناضول بالفارسية قال عبد الله، إنه فر من "المصير السيء" في أفغانستان.

وأضاف أنه هاجر إلى إيران بسبب سوء الأوضاع التي جعلته غير قادر على مواصلة حياته في بلاده، إلا أن الأطفال الأفغان لا يمكنهم الالتحاق بالمدارس في إيران ولذلك فضل الهجرة إلى تركيا من أجل تعليم أطفاله.

وتابع عبد الله: "الدولة التركية ساعدتنا. هنا وجدنا الاستقرار والاطمئنان والأمن. نرغب في أن يطور أطفالنا أنفسهم هنا. جميعنا نحب تركيا".

** تركيا احتضنتنا

أما السوري هادي نجم الدين (42 عاماً) فقال إنه فر من مدينة القامشلي السورية قبل 6 سنوات وجاء إلى تركيا خشية على حياته.

وأوضح نجم الدين أنه تخرج في قسم الفنون الجميلة، بجامعة دمشق، وبعد تخرجه عمل رساماً ومصمماً للرسوم المتحركة في التلفزيون السوري، وأنه عاد بعد بداية الحرب إلى القامشلي، إلا أن الحياة أصبحت أكثر صعوبة وخطورة هناك ما اضطره إلى اللجوء مع عائلته إلى تركيا.

وتابع: "تركيا احتضنتنا ومنحتنا الأمن والأمان والاستقرار. عندما يُذكر اسم تركيا يتبادر إلى ذهني الأمن والطمأنينة والحضارة".

وأعرب نجم الدين عن شكره لتركيا وعن سعادته لمجيئه إلى تركيا.

** تركيا الحرية والسلام

أما اليمني عاصم عمرو (20 عاماً) الطالب بكلية الهندسة المعمارية بجامعة دجلة، فقال إنه أتى من اليمن إلى ولاية ديار بكر التركية لمواصلة تعليمه بعد أن أصبح من الصعب مواصلة الدراسة في مدينة تعز اليمنية التي كان يعيش بها، بسبب الحرب الدائرة هناك بين القوات الحكومية وجماعة "الحوثيين".

وأضاف أنه فضل تركيا لأنها أقرب ثقافياً إلى بلاده من أوروبا.

واستطرد: "عندما يُذكر اسم تركيا يتبادر إلى ذهني الحرية والحب والسلام".

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-