"البقلاوة"و"الحلقوم".. حلوى تركية تزين حقائب السياح

"البقلاوة"و"الحلقوم".. حلوى تركية تزين حقائب السياح

"البقلاوة"و"الحلقوم".. حلوى تركية تزين حقائب السياح

من الصعب أن تخلو حقيبة زائر أو مسافر أنهى رحلة لتوه إلى مدينة إسطنبول أو عموم تركيا من الحلويات المحلية المتميزة والمتنوعة، التي باتت تجربة مذاقها الشهي جزء لا يتجزأ من طقوس السفر إلى تركيا.

ولشهرة الحلويات التركية، فإن كثيرا من السياح يتلقون طلبات من أصدقائهم وأقاربهم ليحضروا لهم هذه الحلويات عند عودتهم إلى أوطانهم ليستمتعوا بجمال مذاقها ويعيشوا جزءا من تجربة السفر إلى تركيا.

وتتصدر "البقلاوة" و"الحلقوم" بأنواعهما العديدة، الحلويات التركية المطلوبة بالدرجة الأولى للسياح، إضافة لبقية الحلويات التي يتميز كل نوع منها بمذاقه المختلف عن أي حلويات بالعالم، ومناسبته الخاصة.

 البقلاوة التركية

في بدايات القرن التاسع عشر، استطاع التركي محمد غولّو، نقل صناعة حلوى "البقلاوة" من مدينة حلب السورية، إلى مدينة غازي عنتاب، جنوبي تركيا، ومنها إلى عموم البلاد ثم إلى موائد العالم.

وبعد وفاة غولو، وهو المعروف بأنه أول بائع لـ"البقلاوة" في تركيا، استكملت زوجته صناعة الحلوى في البيت، وإرسالها إلى أبنائها للبيع في السوق.

وباتت "البقلاوة"، في الوقت الحالي، حاضرة في طقوس احتفالات الأتراك ومناسباتهم، حتى أنها تُقّدم كهدايا، وليس غريبا أن يحمل زائر تركيا كميات منها إلى بلده، حيث تعد هدية قيّمة يمكن أن تقدّم للأصدقاء والأقارب.

وصناعة "البقلاوة" التركية تتم عبر عدة عمليات متقنة تبدأ بتحضير عجينتها ورقها قبل فرشها بالصواني وحشوها بحشوات مختلفة، لتنتقل إلى أفران خاصة ليتم تقطيعها بعد أن تنضج ويضاف إليها أخيرا شراب السكر.

وهناك أنواع كثيرة من "البقلاوة" حسب شكلها وحشوتها، لكنها تعتمد المبدأ نفسه في صناعتها فهي مكونة من رقائق العجين والحشوات المختلفة والمكسرات وشراب السكر.

الحلقوم التركي

بمذاقه المميز، يواصل "الحلقوم" التركي، منذ عقود، الانتشار في أنحاء العالم، ليكون الرفيق الدائم للمناسبات العائلية، وصديق اللحظات الجميلة.

حكايته بدأت بالحلوى الشعبية العثمانية قبل مئات السنين في منطقة الأناضول، بمزج العسل والدبس (دبس العنب الحلو)، مع الطحين، لتتشكل حلوى محلية، وتنتقل مع نهايات القرن الثامن عشر إلى عالم الصناعة المحلية ومن ثم العالمية.

وفي القرن الثامن عشر الميلادي، استفاد الحاج بكير، صاحب أول محل لبيع هذا النوع من الحلوى، التي تسمى في تركيا "اللوقوم"، من مزج السكر المكرر مع النشاء للحصول على حلوى "راحة الحلقوم" المميزة التي نقلها عبر محله القديم في إسطنبول منذ العام 1777، إلى كل دول العالم.

وبات "الحلقوم" التركي متوفرا في كل مكان ويمكن تناوله على مائدة الطعام ومع القهوة والشاي، كما أنه رفيق الضيافات في التجمعات العائلية وبين الأصدقاء، ويزين أطباق الحلويات في مختلف المناسبات.

ويحل "الحلقوم" ضيفا مهما في مناسبات الأعياد المختلفة الدينية والقومية، ويرافق حفلات عيد الميلاد والتجمعات الاجتماعية المختلفة، ليكون رفيقا للحظات الجميلة والسعيدة، ومذاقا له مكانته الخاصة بقلوب عشاقه.

وتكاد لا تخلو أسواق إسطنبول وبقية المدن التركية كذلك، من مراكز بيع حلوى "راحة الحلقوم"، وتتكثف ظاهرة بيع هذه الحلوى بالأماكن السياحية أيضا، حيث تنتشر المتاجر المتخصصة على طول الشوارع الأثرية بالمدينة.

ويتم إنتاج عشرات الأنواع من حلوى "الحلقوم"، والسكاكر الملحقة بها، حيث استفادت من التقنيات الحديثة لطرحها بأشكال مختلفة، مطعمة بنكهات عديدة من الليمون والورد وماء الزهر، وباقي النكهات الأخرى.

كما أن هذا النوع من الحلوى تستخدم فيه المكسرات بشكل كبير، فإضافة لـ"الحلقوم" السادة، هناك أنواع يمزج مها البندق والجوز والفستق وجوز الهند، ومنها ما هو مغطس بالشوكلاتة والشعيرية والبن.

الحلويات الموسمية

ويضاف لما سبق من الحلويات الأساسية من "البقلاوة" و"الحلقوم" حلويات مختلفة تظهر بمواسم وأوقات خاصة.

ففي شهر رمضان تنتشر في تركيا حلوى "الغولاش" المصنوعة من رقائق نشاء القمح أو الذرة التي تنقع بالحليب المحلى ويضاف لها المكسرات، ومعروف عنها أنها حلوى عثمانية تقدم بعد وجبة الإفطار.

"السحلب" أيضا يصنف ضمن أنواع الحلويات التي لها انتشار كبير في تركيا خاصة في فصل الشتاء والأجواء الباردة، وهي مشروب ساخن حلو المذاق يصنع بشكل أساسي من مزيج الحليب والنشاء والسكر، ويقدم في المقاهي والشوارع.

وكذلك حلوى "العاشوراء"، التي يزيد إنتاجها وتبادلها بين الجيران في يوم "عاشوراء" من كل عام، وهي مكونة من عدد كبير من الحبوب والمكسرات، مطبوخة مع القمح وتلقى رواجا كبيرا في تركيا.

و"عاشوراء" هو اليوم العاشر من شهر مُحَرَّم في التقويم الهجري، ويحتفل المسلمون به لأنه الله نجى فيه النبي موسى من فرعون.

هذه الحلويات الموسمية إضافة لما سبق من حلويات أساسية تعد جزءا أساسيا من حياة الأتراك وبات تذوقها واصطحاب كميات منها إلى الأصدقاء والأقارب، واحدا من أهم طقوس السياحة إلى تركيا.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-