المعارضة تقاتل في ريف حلب الشرقي والجنوبي .. ما الذي يحدث ..؟

المعارضة تقاتل في ريف حلب الشرقي والجنوبي .. ما الذي يحدث ..؟

المعارضة تقاتل في ريف حلب الشرقي والجنوبي .. ما الذي يحدث ..؟

كنا قد كتبنا في وكالة " قاسيون" ، قبل عدة أيام ، أن هناك الكثير من المؤشرات على أن معركة جديدة في حلب وعلى تخومها تلوح في الأفق ، وان ذلك ضمن خطة المعارضة ، للسيطرة على حلب من جديد ، أو قد يكون استراتيجية جديدة ، دفعت نحوها العديد من القوى الإقليمية والكبرى ، من أجل إخراج القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها ، من هذه المحافظة الحيوية ، التي سقطت بيد النظام في مطلع العام 2016 ، بعد معارك ضارية خاضتها قوات المعارضة المسلحة . 

ولعل التحركات العسكرية اليوم في مناطق من ريف حلب الشرقي والجنوبي ، والمعارك المحتدمة في تلك المناطق بين الفصائل المسلحة وفصائل النظام ، ما يشير إلى أن النظام أخذ يستشعر أنه مهدد في حلب ، لذلك بدأ معركة استباقية ، لمنع تقدم الفصائل المسلحة والاقتراب من المدينة ، وهو الأمر الذي ردت عليه تلك الفصائل ، بصد هذا الهجوم ، ومن ثم السيطرة على مواقع جديدة في الريف الشرقي والجنوبي من حلب 

هناك رأي آخر ، يستبعد حدوث معركة في حلب ، ولكن يعزو هذه التحركات على أنها تهدف إلى إشغال النظام عن معارك إدلب ، من خلال فتح جبهات قتال جديدة عليه .. وهو رأي يفترض بأن الفصائل المسلحة هي من بدأت المناوشات في ريف حلب الشرقي والجنوبي ، إلا أن المعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى أن النظام هو من تحرك باتجاه هذا الريف ، بسبب ما شاهده من استعدادات قتالية كبيرة ، توقع من خلالها هجوما كبيرا من هذه الناحية .


لكن يبقى أمامنا فرصة الانتظار ، لي تكشف لنا القيادات العسكرية في الفصائل المسلحة ، عن حقيقة المعارك الضارية على تخوم ريف حلب الشرقي ، بالقرب من مدينة الباب ، حيث أنه حتى الآن لم يصدر أي تعليق ، من أي جهة كانت ، فيما إذا كانت هذه المعارك استراتيجية ، أم أنها مناوشات ، كالتي تحدث عادة بين قوات النظام وميليشياته وبعض فصائل المعارضة 

وبحسب الكثير من المحللين ، فإن من يراقب الوضع الإقليمي والدولي ، وبالذات تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة ، لا بد أن يلحظ أن تركيا قررت اتباع استراتيجية جديدة في تعاملها مع الاختراقات الروسية ، لكل التفاهمات ، فيما يخص وقف إطلاق النار في إدلب .. فهي ترى أن ذلك يضعف موقفها اتجاه المعارضة السورية ، والتي تعتبر تركيا مفاوضا باسمها ، لتجنيب المدنيين مآسي التهجير والتدمير ، بينما لا تلتزم موسكو بهذه التفاهمات ، وتعمد إلى تأمين الغطاء الجوي ، لقوات النظام ، لتحدث تقدما على الأرض ، مصحوبا بعمليات تهجير واسعة للمدنيين باتجاه تركيا ..

بدون شك ، فإن المراقب لا بد أن يلحظ بأن شيئا على الأرض بدأ يتغير لصالح المعارضة المسلحة ، التي قررت بزج أغلب قواتها في معارك وقف تقدم النظام في ريف حلب وإدلب ، وهو ما قد يشير إلى تغير الموقف الدولي ، وخصوصا في أعقاب الفيتو الروسي ، الذي منع دخول المساعدات إلى مناطق إدلب ، والذي يشير إلى أن موسكو ، تريد أن ترتكب جريمة في تلك المحافظة ، ليس بحق من يحملون السلاح فقط ، وإنما بحق المدنيين كذلك .. 

قاسيون ــ خاص
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-