الطفلة "سلوى".. بين " لعبة الحرب" بإدلب والطفولة الحقيقية بتركيا

الطفلة "سلوى".. بين " لعبة الحرب" بإدلب والطفولة الحقيقية بتركيا

الطفلة "سلوى".. بين " لعبة الحرب" بإدلب والطفولة الحقيقية بتركيا

تمكنت الطفلة السورية "سلوى" (4 أعوام)، التي اشتهرت على مواقع التواصل الاجتماعي بـ "لعبة الحرب"، من اقتناء ألعاب حقيقية بعد انتقالها برفقة أسرتها إلى تركيا.

جاء ذلك بعد عبور "سلوى" برفقة أسرتها إلى تركيا، من معبر "باب الهوى" الحدودي في محافظة إدلب السورية (شمال غرب)، المقابل لمعبر "جلوه غوزو" في قضاء ريحانلي بولاية هطاي التركية.

وارتسمت الفرحة على وجنتي الطفلة السورية "سلوى" بعد أن حلّت أسرتها ضيفة على أحد الأقارب الأتراك من سكان قضاء ريحانلي، لتملأ المكان فرحًا وسرورًا.

وبعد أن إلتأم شمل أسرة سلوى مع أقاربها في ريحانلي، تمكنت الطفلة السورية من اقتناء ألعاب حقيقية والاستمتاع ببعض المأكولات المخصصة لأقرانها من الأطفال.

وفي حديث نشره موقع الأناضول قال عبد الله محمد، والد الطفلة سلوى، إنه وأسرته يشعرون بالأمان والسعادة في تركيا إلا أنه يشعر بمشاعر متضاربة، بسبب مغادرة أسرته محافظة أدلب، لكنه يحمد الله أيضًا لوصوله هنا حيث سيبدأ حياة آمنة وطبيعية بعيدًا عن أجواء الحرب.

ولفت محمد أن قلبه وعقله سوف يبقى في إدلب، حيث يعيش السوريون هناك تحت وطأة المعاناة جراء الهجمات التي يشنها نظام الأسد والجوع والبرد.

وأضاف: قامت السلطات التركية بالتواصل معي من أجل فتح الطريق أمامي للوصول إلى تركيا. أنا ممتن جدا لهم. أنا أشكر تركيا التي وقفت إلى جانبنا طوال السنوات الـ 9 الماضية.

وتابع قائلًا: أردنا أن نرسل مع طفلتي رسالة إلى العالم، والحمدلله وصلت هذه الرسالة. لقد عبرنا بالفعل إلى الأراضي التركية، وقبل كلّ شيء، أشكر تركيا حكومة وشعباً، وبالأخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الداخلية سليمان صويلو لقد ساعدونا بشكل تغيّرت معه حياتنا.

وأشار محمد إلى أنه وأسرته مثل كل السوريين في محافظة إدلب، شهدوا أوقاتًا عصيبة في سوريا، جراء الهجمات التي استهدف المحافظة.

 أريد لابنتي العيش مثل أقرانها

ويعتزم والدة الطفلة "سلوى" بدء حياة جديدة في تركيا، بعد المعاناة التي تعرضت لها الأسرة جراء الغارات الجوية التي استهدفت محافظة إدلب خلال السنوات الـ 9 الماضية.

وتابع القول "الحمد لله لا يوجد هنا أصوات طائرة حربية ولا انفجارات بفعل الغارات الجوية، الأجواء هنا مفعمة بأصوات العصافير، هنا نسمع تغريدات الطيور بدلا من صوت الانفجارات".

وأوضح محمد أن الشغل الشاغل للأسر السورية هو إيجاد مكان آمن، وأنه شعر بالأمان والاستقرار ما إن وطأت قدماه الأراضي التركية، مؤكدا أنه يريد لابنته العيش مثل أقرانها من الأطفال الآخرين، والحصول على تعليم جيد يفتح أمامها أبواب المستقبل.

بدوره قال المواطن التركي، رجائي جابور، وهو أحد أقارب الأسرة السورية في تركيا والذي توجه إلى بوابة "جلوه غوزو" لاستقبالهم، أنه لم يستطع رؤية قريبه محمد عبدالله منذ 8 سنوات، بسبب الحرب التي لا تزال مستمرة في سوريا.

وأضاف جابور لمراسل الأناضول، أنه كان يحاول التواصل مع عبدالله محمد عبر الهاتف خلال السنوات الماضية، كما تواصل معه هاتفيًا بعد مشاهدته المقطع المسجل الذي بث عبر الإنترنت.

وتعتزم أسرة سلوى، التي ستعيش لدى أقاربها لفترة من الوقت، بدأ حياة جديدة في تركيا تسودها أجواء السلام والهدوء، رغم ألم البعد عن الوطن الذي أنهكته الحرب ودمرته قذائف وصواريخ نظام بشار الأسد.

ولجأ المواطن السوري من محافظة إدلب عبدالله محمد، إلى وسيلة فريدة سماها "لعبة الحرب"، للحيولة دون تأزم طفلته نفسيًا من أصوات القصف والطائرات.

وبدأ السوري عبد الله محمد، بلعب لعبة سماها "لعبة الحرب"، مع ابنته "سلوى"، ساعيًا من خلال هذه اللعبة للحيلولة دون تأثر الحالة النفسية لابنته سلوى التي تتعرض يوميًا لسماع دوي انفجارات الصورايخ والقنابل وهدير الطائرات الحربية في المنطقة.

وسيلة الأب السوري، استحضرت للأذهان الفيلم الإيطالي "الحياة جميلة"، الذي يحكي قصة أب يهودي وابنه، اقتيدا إلى معسكرات الاعتقال إبان الحرب العالمية الثانية (1939-1945) يقوم بتضحيات كبيرة لحماية ابنه، موهما إياه بأن الحرب "لعبة".

وفي سبتمبر/أيلول 2018، توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، يحظر فيها الأعمال العدائية.

ومنذ هذا التاريخ، قُتل أكثر من 1800 مدني في هجمات شنها النظام السوري والقوات الروسية، منتهكين بذلك كلا من اتفاق وقف إطلاق النار في 2018، واتفاق آخر بدأ تنفيذه في 12 يناير/كانون الثاني.

ونزح أكثر من 1.7 مليون سوري إلى مناطق قريبة من الحدود التركية لتجنب الهجمات المكثفة على مدار العام الماضي.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-