تجنيد روسي وبتمويل سعودي-إماراتي.. مرتزقة النظام السوري في صفوف حفتر

تجنيد روسي وبتمويل سعودي-إماراتي.. مرتزقة النظام السوري في صفوف حفتر

تجنيد روسي وبتمويل سعودي-إماراتي.. مرتزقة النظام السوري في صفوف حفتر

تتوالى الأنباء عن قيام روسيا بتجنيد مقاتلين سوريين موالين لنظام الأسد للقتال في صفوف قوات خليفة حفتر، في حربه ضد حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً.

وأعاد النظام السوري افتتاح السفارة الليبية بدمشق، في مارس/ أذار الماضي، بعد توقفها 8 سنوات إلا أنه سلمها لما يُسمى "الحكومة المؤقتة" التابعة لخليفة حفتر الذي يقود محاولات للانقلاب على حكومة الوفاق الليبية المعترف بها شرعياً.

وأتت تلك الخطوة عقب زيارة وفد تابع لحفتر إلى دمشق التقى خلالها الأسد، ووقع الطرفان مذكرة تفاهم لإعادة افتتاح السفارات في كلا البلدين.

وفي الشهر نفسه كشفت حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليًّا، عن وثائق تثبت وصول رحلات جوية من دمشق إلى شرق ليبيا خلال الأشهر الأخيرة من 2019 عبر شركة أجنحة الشام (شام وينغز)، المملوكة لمجموعة "شموط التجارية المقربة من "نظام الأسد" ورجحت أنها تحمل مقاتلين سوريين للقتال إلى جانب مليشيا "حفتر".

وبالتزامن مع ذلك نشرت صحيفة لوموند الفرنسية، تقريراً يتحدث عن تشكيل محور جديد يجمع بين رئيس النظام السوري بشار الأسد وخليفة حفتر المدعوم من الإمارات والسعودية ومصر.

وقال التقرير نقلاً عن مصادر عسكرية إن مرتزقة تابعين للنظام السوري، وصلوا مؤخرا إلى ليبيا، من أجل الالتحاق بصفوف مليشيات خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً.

كما أشار التقرير إلى أن حفتر يحظى بدعم دولة الإمارات التي باتت مؤخراً تدعم نظام الأسد بعد أن كانت تدعم معارضيه في بدايات الثورة السورية.

وكان المتحدث باسم رئاسة الأركان الليبية التابعة لحكومة الوفاق، عميد محمد قنونو صرح بأن الدول التي أطلق عليها اسم "محور الشر" التي تدعم حفتر في ليبيا هي نفسها الداعمة لنظام الأسد في سوريا ولذلك فإنه من الطبيعي وجود تنسيق بين الأسد وحفتر.

وفي فبراير/ شباط الماضي انتشرت أخبار عن قيام عسكريين روس بتجنيد شباب من الغوطة بدمشق ومن محافظة السويداء لإرسالهم للقتال في صفوف حفتر في ليبيا، بعد إغرائهم برواتب تصل إلى 1500 دولار، وتعهدات بعدم طلبهم للتجنيد في الجيش بعد ذلك.

وكان موقع "السويداء 24" المحلي كشف في فبراير الماضي، عن قيام "حزب الشباب السوري الوطني" المقرب من نظام الأسد، بتجنيد مرتزقة من المواطنين في السويداء ومحافظات مختلفة، بدعم شركة "فاغنر" الروسية، بغية إرسالهم للقتال في ليبيا.

كما كشفت صحيفة لوموند الفرنسية عن وصول 1500 مقاتل من الكوماندوز السورية المدربين جيداً إلى بنغازي الليبية بالتنسيق مع قائد الأمن في النظام السوري علي مملوك، لمساندة مليشيات حفتر.

ورأى محللون سياسيون أن زيادة عدد المقاتلين السوريين في صفوف حفتر ، يأتي بالتزامن مع تقليص عدد المقاتلين المرتزقة الروس في ليبيا خاصة بعد اتفاق أنقرة وموسكو على وقف لإطلاق النار في ليبيا. وتوجيه الرئيس التركي أردوغان اللوم لموسكو بسبب وجود آلاف المرتزقة الروس من شركة فاغنر الأمنية الروسية يقاتلون في صفوف مليشيات حفتر ضد الحكومة المعترف بها دوليا.

وفي يناير الماضي صرح الرئيس الروسي بوتين بوجود مقاتلين مرتزقة نقلوا من سوريا للقتال في ليبيا بينهم مواطنين روس. نافياً أن يكونوا تابعين للدولة بصفة رسمية. وكان التصريح بمثابة اعتراف من بوتين بوجود مرتزقة روس في ليبيا بعد نفي موسكو أكثر من مرة وجود دور لشركة فاغنر في ليبيا.

المرتزقة الروس

تردد اسم المقاتلين المرتزقة بشركة فاغنر الأمنية الروسية، كثيراً من خلال مشاركتهم في دعم قوات نظام الأسد في سوريا، ثم عاد للظهور مرة أخرى مع عدة تقارير أوروبية وأمريكية تحدثت عن دور المرتزقة الروس بشركة فاغنر في دعم مليشيات حفتر، مما يساهم في تفاقم الوضع أكثر في ليبيا.

وقال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى: إن روسيا تنشر قوات بأعداد كبيرة لدعم خليفة حفتر، الأمر الذي يزعزع استقرار ليبيا بشكل لا يصدَّق، ويصعّد من إمكانية سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين"

ولفت شينكر إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع شركاء أوروبيين لفرض عقوبات متعلقة بهذا الملف، مشيرًا إلى "شبهة عمليات قتل المدنيين على نطاق واسع" على أيدي مجموعة فاغنر".

وكان الرئيس التركي أردوغان قد تحدث عن وجود مرتزقة روس، وسودانيين يقاتلون في صفوف مليشيات حفتر في ليبيا، إضافة إلى دعم مصر والسعودية والإمارات لحفتر. وانتقد أردوغان موقف تلك الدول من مساندة الانقلابي حفتر بينما تنتقد هي دور تركيا في مساندة الحكومة الليبية المعترف بها دولياً.

وفي يناير الماضي نشرت "لوموند" الفرنسية تقريراً يتحدث عن تمويل سعودي لمرتزقة فاغنر في ليبيا.
ولم تصدر السعودية بياناً رسمياً لنفي أو تكذيب التقرير بل أن تصريحاتها الرسمية أكَّدت أن تدخُّل الرياض في ليبيا يركز على "تحقيق حل سياسي".

وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير إنَّ الرياض "تقف على مسافة متساوية من جميع الأطراف الليبية". وأشار إلى أنَّ الرياض على اتصالٍ مع حفتر، ورئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني فايز السراج بشأن أهمية التوصُّل إلى تسويةٍ سلمية في ليبيا، على حسب تعبيره.

غير أن المواقف السعودية الفعلية تثبت عكس ذلك. إذ استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الانقلابي خليفة حفتر. كما يصف الإعلام السعودي والإماراتي والمصري قوات حكومة الوفاق بالعناصر الإرهابية في حين يطلق على مليشيات حفتر اسم الجيش الوطني الليبي.

كما وفرت الإمارات دعماً جوياً لمليشيات حفتر إضافة إلى تمويل مرتزقة من قوات الدعم السريع السودانية (الجنجويد).

وتحدثت تقارير رسمية عن إرسال الإمارات شبابا سودانيين إلى ليبيا للقتال في صفوف حفتر بعد استقدامهم من بلادهم إلى أبو ظبي بحجة العمل في الشركات الأمنية.

وفي يناير الماضي أعلن ناصر عمار، قائد قوة الإسناد التابعة لحكومة "الوفاق" الليبية، انسحابا جزئيا لمرتزقة شركة "فاغنر" الروسية الداعمة لمليشيات خليفة حفتر عقب اتفاق بين تركيا وروسيا على وقف إطلاق النار في ليبيا.

ويشن خليفة حفتر هجوما منذ 4 أبريل/نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة طرابلس مقر الحكومة الليبية وسط استنفار قوات الأخيرة.



المصدر:الأناضول

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-