تفاصيل تكشف لأول مرة حول مقتل الشاب السوري علي العساني

تفاصيل تكشف لأول مرة حول مقتل الشاب السوري علي العساني

تفاصيل تكشف لأول مرة حول مقتل الشاب السوري علي العساني

جهزت النيابة العامة في إطار التحقيقات التي تسيّرها حول مقتل الشاب علي العساني، بولاية أضنة، لائحة اتهام "بالقتل العمد"، حيث كشفت صحيفة "تركيا تايم" عن تفاصيل جديدة توصلت إليها النيابة العامة عبر مشاهدة كاميرات المراقبة، وأوردتها في لائحة الاتهام، وتبين أن المشاهد لا تطابق مع رواية الشرطي ف.ك الذي ادعى بأنه قتل العساني خطأ.

وتبين عقب قبول محكمة الجزاء بلائحة الاتهام، وإصدار أمر بمتابعة كاميرات المراقبة الموضوعة بالجوار من مسرح الجريمة، بأنّ المشاهد التي التقطتها الكاميرات لا تطابق مع إفادة الشرطي الذي ادّعى أنه قتل الشاب العساني خطأ، وأنّه لم يوجّه السلاح تجاهه.

وأفادت المعلومات التي أوردتها "تركيا تايم" بعدم وجود مطاردة بين الشرطي والشاب كم تم الادعاء، وكذلك لم يكن الشرطي متعبا ومرهقا كم ادّعى وبرر لجريمته.

وجاء في لائحة الاتهام التي جهزتها النيابة العامة، والتي اشتملت على معلومات حول مشاهد كاميرات المراقبة، وكذلك شهود عيان، ما يلي: "علي العساني كان في حالة سير من رأس الشارع باتجاه الداخل، والشرطي المشتبه به يسير على بعد 15-20 مترا من خلفه، وبعد مدة قصيرة التفت العساني بوجهه نحو الشرطي وبدأ يسير باتجاه الخلف ووجهه نحو الشرطي، في هذه الأثناء وضع الشرطي الطلقات في بيت النار الخاص بالمسدس الذي كان يحمله بيده، حيث تبين أنّه وجهه نحو المقتول علي الحمدان العساني، ليسقط الأخير أرضا".

وأكدت لائحة الاتهام، بأن مشاهد الكاميرات لا تتطابق بأي شكل من الأشكال مع الإفادات التي دافع من خلالها الشرطي عن نفسه، حيث تبين عقب متابعة كاميرات المراقبة والاستماع إلى شهود العيان أنّ الشرطي المشتبه به، لم يفقد التوازن ولم يقع أرضا كما ادّعى في وقت سابق، وكذلك لم تحدث أي مطاردة بين الشرطي والشاب".

ما تفاصيل الإفادة التي أدلى بها الشرطي سابقا؟
وأدلى ف.ك الشرطي الذي قتل الشاب السوري علي العساني، بولاية أضنة، بإفادته الأولى أمام النيابة العامة التي مثُل أمامها، حيث ادّعى أنّ الرصاصة أُطلقت خطأً في أثناء سقوطة على الأرض بسبب التعب.


وبحسب ما نقلته صحيفة حرييت التركية حينها، فإن ف.ك ادعى بأنّه لم يتعمّد قتل الشاب علي، وأنّه لم يصوّب السلاح باتجاهه، وأنّ ما حاول فعله هو إلقاء القبض عليه.

تفاصيل الإفادة

وقال ف.ك في إفادته التي أدلى بها أمام النيابة العامة: "في حدود الساعة 12 رأيت الشخص الذي توفى، برفقة شخص آخر، حيث كانا يسيران نحونا، كانا متوترين قليلا، ذهبت إليهما، وأخذت الشخص الذي كان برفقة الشخص الذي مات، الفتى الذي توفى بدأ بالهروب، سلّمت الشخص الآخر لرفاقي وبدأت بملاحقة الفتى الذي شرع بالهروب، وكان الشرطي ي.ك يأتي من خلفنا أيضا، حذرت الفتى عدة مرات كي يتوقف، عندما دخل الفتى بالشوارع الفرعية، أخذت سلاحي بيدي، ووضعت الطلقات في بيت النار، وأكملت الركض خلفه، كما قلت، أخدت المسدس بيدي لأشعر قليلا بالأمان، وخصوصا بعد دخولي الشوارع الفرعية، التي تُعرف بأنّ ساكنيها من أصحاب المشاكل، لم أرَ الشخص وهو يلتفت إلي، لأن الشارع في هذه الأثناء كان مزدحما، كان هناك أشخاص آخرون يركضون أيضا، ولذلك انتباهي كان موجها نحوهم، ولا أتذكر فيما إذا كان الشخص المتوفى قد توجّه نحوي أم لا، حتى إنه في تلك الأثناء صدر صوت وكأنه صوت انفجار إطار عجلة، ولهذا قد يكون الأشخاص الآخرون والفتى الذي توفى توجهوا نحوي ظنا منهم أنني أطلقت النار، في تلك اللحظات شعرت بالذعر، ولأنني كنت متعبا وواضعا القفازات بيدي، سقطت أرضا وأنا أركض، وبينما أسقط على الأرض أُطلقت الرصاصة، لم أصوّب السلاح باتجاه الشخص، فقط حاولت القبض عليه".

وتابع ف.ك بأنّ المسافة بينه وبين الشاب علي كانت نحو 30 مترا فقط، مضيفا: "بعد أن أُطلقت الرصاصة سقط الفتى أرضا، فركضت نحوه، وعندما رأيت أنه مصاب، اتصلت بهاتفي المحمول والهاتف اللاسلكي ب 112، لا أعرف الشخص الذي مات، حاولت التدخل خوفا من أن يكون مشتبها به، لم تكن لدي نية بقتله... كما قلت، أمسكت بمسدسي فقك لأشعر بالأمان، ولكي أخيف الشخص وأجبره على التوقف، في الواقع كنت أريد أن أطلق الرصاصة في الهواء، لم أكن أرغب بأن تقع مثل هذه الحادثة، خلال مسيرتي المهنية منذ 26 عاما لأول مرة أعيش مثل هذه الحالة".

هرب عندما رآني

وأجاب ف.ك عن سؤال وجّه إليه: "الفتى لم يكن يمشي، عندما رآني بدأ يركض محاولا الهروب، وأنا ركضت خلفه، ليس صحيحا أنني أطلقت النار على الفتى بشكل مباشر، لا أقبل بأقوال شهود العيان".

وأعرب ف.ك في إفادته عن حزنه جراء ما حصل، موضحا أنّه في الأحوال العادية يكون السلاح بوضعية الأمان، وأنه اضطر للإمساك به لكون الشوارع معروفة بكثرة حدوث المشاكل فيها.

الرئيس أردوغان تحدث مع والي العساني

وفي وقت سابق قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعازيه لوالد الشاب السوري علي العساني الذي قتل بعد إصابته بعيار ناري على يد الشرطي ف.ك في ولاية أضنة.

وقال أردوغان في اتصال هاتفي أجراه مع والد الشاب القتيل "علي إبننا أيضا، ولا يساورنكم الشك أبدا بخصوص صون حقوقه ومحاسبة الفاعل".

وأعرب الرئيس التركي عن حزنه الشديد إزاء الحادثة الأليمة التي أودت بحياة الشاب السوري، مؤكدا متابعته التحقيقات الجارية في هذا الشأن.

ماذا حدث؟

وأثار مقتل الشاب السوري "علي أ" بتاربخ 27 نيسان، في ولاية أضنة، علي يد الشرطة التركية، صدى وتعاطفا كبيرين على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي التركية، حيث تصدر وسم "أين قاتلو علي" الأعلى تداولا على تويتر في تركيا.

وتجاوز إجمالي التغريدات التي تداولت وسم "أين قاتلو علي" ما يزيد عن 36 ألفا و700 تغريدة، حيث دعا الكثير من المواطنين الأتراك وغيرهم العرب، إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن مقتل الشاب علي، والذي لم يكن يبلغ من العمر سوى 17 عاما.




المصدر/أورينت نت
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-