أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

القهوة العربية الأصيلة والشجرة المدللة التي تصل قيمتها إلى 44 مليار دولار

القهوة العربية الأصيلة والشجرة المدللة التي تصل قيمتها إلى 44 مليار دولار

تعد القهوة العربية رمزًا للكرم والضيافة وجزءًا من العادات والتقاليد التي تتميز بها المنطقة، وللتعريف بهذا الإرث الثقافي، أدرجت اليونيسكو "القهوة العربيـة" على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية في ديسمبر/ كانون أول 2015، من خلال ملف دولي مشترك تقدمت به كل من السعودية، والإمارات، وسلطنة عمان وقطر.


اختلفت المراجع في الموطن الأصلي لشجرة البن، فهناك رواية تقول إن منطقة "كافا" جنوب غرب إثيوبيا هي البلد الأصلي لأول شجرة بن ومنه انتشرت إلى سينال ثم البرازيل وباقي مناطق العالم، فيما تقول الرواية الأخرى إن اليمن هو الموطن الأصلي، وما زال النقاش مستمرًا حول موطن هذه الشجرة إلى يومنا هذا، ولكن الرواية القريبة الأكثر تداولاً هي أن الراهب الصوفي أبو الحسن علي بن عمر اكتشف ثمار البن في إثيوبيا كفاكهة صالحة للأكل يتم تناولها مع السمن، وبدأ في زراعة النبات وغليه على شكل مشروب عندما عاد إلى اليمن.


ومن أشهر أنواع القهوة العربية "الموكا" وهو مشتق من ميناء "مُخا" اليمني على البحر الأحمر والذي منه انطلق تصدير البن إلى العالم، ومناطق أخرى في شبه الجزيرة العربية، مثل مكة.


وعلى الصعيد العالمي تعد القهوة من أكثر المشروبات شعبية في العالم، إذ يتم استهلاك أكثر من 400 مليار كوب سنويًا، وتأتي فنلندا في مقدمة الدول الأكثر استهلاكًا للقهوة بمعدل نحو 12 كيلوغرامًا للفرد سنويًا، فيما ساهمت الجائحة في ارتفاع غير متوقع في سوق القهوة، على مستوى العالم والمنطقة، بسبب سياسة الإغلاق الصارمة التي فرضتها الحكومات.


وتقدر قيمة سوق البن العالمية بأكثر من 102 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن تحقق معدل نمو سنويًا مركبًا نسبته 4.28٪ حتى عام 2026.


ويتوقع أن تشهد صناعة القهوة في الشرق الأوسط نموًا يصل إلى 44 مليار دولار بحلول عام 2021 وفقًا لـ Euromonitor International فيما يبلغ الطلب الحالي على القهوة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 6.5 مليون كيس سنويًا، ومع زيادة الطلب بنسبة 5٪ سنويًا في المتوسط (أعلى من المتوسط العالمي البالغ 2٪)، يمكن أن يصل حجم السوق إلى 8.9 مليون كيس في عام 2030. وفقا لكارلوس كوستا، مدير إدارة السلع في ED&F Man Capital Markets


2022 عام القهوة السعودية


تشتهر المملكة العربية السعودية، خصوصًا في مناطقها الجنوبية بأفضل أنواع القهوة في العالم، حيث تنتج المنطقة ثمار البن ذات جودة عالية، وتصنف المملكة بين أكثر دول العالم استهلاكًا للقهوة.


ويقدّر استهلاك السعودية بنحو 80 ألف طن من البن سنويًاـ تستورد منها نحو 73 ألف طن سنويًا، ويبلغ معدل إنفاق السعوديين على القهوة أكثر من مليار ريال (نحو 266 مليون دولار).


ومن المتوقع أن ينمو سوق البن السعودي بمعدل سنوي مركب نسبته 6.2٪ خلال الفترة 2021-2027، بحسب تقرير صادر عن Research And Markets.


أعلن وزير الثقافة السعودي، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، قبل أسابيع عن تسمية عام 2022 بـ"عام القهوة السعودية" للاحتفاء بهذا العنصر الثقافي المرتبط بهوية وثقافة المملكة، وذلك عبر مبادرات وأنشطة وفعاليات تقام على مدار العام.


وتشير الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة البيئة والمياه والزراعة، إلى أن نسبة زراعة أشجار البن في المملكة زادت منذ عام 2017 بأكثر من %166، حيث تمت زراعة 400 ألف شجرة في 2021، بزيادة 250 ألف عن الأعوام الثلاثة الماضية، وتستحوذ مناطق جازان وعسير والباحة على زراعة أشجار البن في المملكة.


في هذا الوقت من السنة الزراعية، يبدأ المزارعون في المحافظات الجبلية في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة جمع محصول البن "الخولاني" أو ما يعرف بـ "الذهب الأخضر" أو "الشجرة المدللة".


ووفقًا لآخر الإحصاءات، بلغ الناتج المحلي من البن العربي في المحافظات الجبلية بمناطق جازان والباحة وعسير 1810 أطنان سنويًا، ونحو 350 طنًا من البن الصافي بعد التقشير، كما بلغ عدد مزارع البن فيها 2535 مزرعة، واحتوت على 398 ألف شجرة بن.


ولدعم مشاريع زراعة البن تم تخصيص عدد من البرامج والمبادرات، ويأتي في مقدمتها إنشاء مصنع للبن، وتحويل 60 مزرعة بن إلى مزارع نموذجية، كما تم إطلاق مشروع تأهيل المدرجات الزراعية، ودخول البن ضمن مشاريع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد"، إضافة إلى تدشين مشروع مدينة البن التنموية في منطقة الباحة .


وفي عام 2018 تم إنشاء وحدة أبحاث للبن في مركز الأبحاث الزراعية في جازان وتعد الأولى من نوعها، بعدما جاءت الموافقة على استحداثها لنجاح المنطقة في زراعة البن، وتماشيًا مع رؤية الوزارة في توطين الزراعات بالمملكة وتحسين جودة المنتج الزراعي .


كما أطلقت شركة أرامكو السعودية في العام نفسه مبادرة لاستزراع وإنتاج البن في المنطقة تهدف إلى مساعدة وتدريب أكثر من 500 مزارع وزراعة 9000 شتلة لإنتاج 30 طن من البُن.


أرابيكا اليمن


عرف الشعب اليمني القهوة منذ العقد الأول من القرن السادس عشر، ويعد البن العربي الشهير (أرابيكا) اليمني أحد أفضل أنواع البن في العالم، ارتفعت أسعار البن اليمني قبل عام 2019، كان سعر الكيلوغرام الواحد من القهوة 5.73 دولار في عام 2017 و6.79 دولار في عام 2018، وفي عام 2019 تغير سعر التصدير إلى 7.15 دولار للكيلو بنسبة 5.268٪.


خلال العام الحالي أقامت منظمة Alliance for Coffee Excellence بالشراكة مع Qima مزادًا لأفضل قهوة يمنية The Best of Yemen 2021، والذي عرف مشاركة المزارعين اليمنيين بهدف تمكينهم من الوصول إلى أسواق البن في اليمن على نطاق وطني، وبلغ إجمالي المبيعات أكثر من 385 ألف دولار مقابل ما يقارب 6100 رطل من القهوة.


وبهدف تعزيز الموارد المالية للمزارعين اليمنيين وزيادة تدفقات التجارة الدولية تعمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مع مزارعي البن وتجاره في اليمن لتنشيط سوق البن في البلاد وإعادة بناء إمكاناته كمنتج تصدير قيم.


وتساعد الوكالة المزارعين على زيادة الإنتاجية وتحسين الجودة وتقوية التسويق، كما تمكنهم من إقامة علاقات جديدة مع المشترين الأجانب لإعادة البن اليمني إلى الخريطة الدولية وجني أسعار أفضل للمنتجين والبائعين.


الإمارات ومركز القهوة


وفقًا لبيانات صادرة عن Research And Markets بلغ متوسط نصيب الفرد في الإمارات من استهلاك البن المحمص من حيث القيمة 293.38 دولار للفرد في عام 2015، وفي السنوات الخمس التالية، انخفض بمعدل سنوي مركب قدره -2.52٪ سنويًا، ومن المتوقع أن يصل سوق البن إلى 2.68 مليار دولار، وبالتالي يرتفع بمعدل نمو سنوي مركب قدره 0.63٪ للفترة 2020-2025.


ويعد الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدولة الإمارات خصوصًا إمارة دبي حلقة وصل بين الأسواق الاستهلاكية في منطقتي الشرق الأوسط وأوروبا وبعض الدول الرئيسية المنتجة للقهوة في العالم مثل إثيوبيا والهند وإندونيسيا وأوغندا وفيتنام، ففي عام 2019 افتتح مركز دبي للسلع المتعددة مركز القهوة الأول من نوعه في المنطقة، بمساحة تمتد على 7,500 متر مربع.


يحتوي المركز على مختبر لجودة القهوة، ومتخصصين لمراقبة مذاق القهوة، ومركز التدريب لجمعية القهوة المتخصصة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المكاتب التجارية.


ومن المتوقع أن يقوم المركز بمعالجة نحو 20,000 طن من البن الأخضر سنويًا، بقيمة تجارية سنوية تصل إلى نحو 367 مليون درهم إماراتي (100 مليون دولار).


كما يعمل مركز القهوة على توفير فرص تجارية جديدة غير متناهية، من خلال ربط المزارعين والمصدرين بالأسواق العالمية.


وفي عام 2016، وقَّع مركز دبي للسلع المتعددة اتفاقية رئيسية مع مزارع يونان الصينية -التي تُنتج ما يعادل 90 من إنتاجية القهوة التي تُزرع في الصين– وشريكها التجاري مجموعة ميجا كابيتال حلال.


ويعد تمكين تجارة حبوب القهوة الخضراء ومعالجتها في دبي عنصرًا محوريًا في العملية، بما يفتح طريقًا تجاريًا رئيسيًا جديدًا لجلب القهوة الصينية إلى العالم.



المصدر/ فوربس

محطة تركيا الأخبارية
محطة تركيا الأخبارية
تعليقات