عند بداية الموسم الدراسيّ من كلّ عام، يبدأ معه الطلاب المقبلون على المرحلة الجامعية بالبحث عن أفضل الجامعات وأنسبها ليتابعوا تخصصاتهم الراغبين بدراستها.
وعند البحث عن الجامعات التي تقدّم البرامج الأكاديمية الأفضل والأساتذة الأكفأ، يشمل البحث الاختيار من بين عدة بلدانٍ حول العالم، العربية منها والغربية.
أبرز الجامعات التي يقصدها الطالب العربي لاستكمال دراساته هي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن خلال الأعوام الأخيرة، برزت الجامعات التركية كخيارٍ جديدٍ وقويّ على ساحة استقطاب الطلاب الجامعيين.
ومع هذا البروز، ظهرت عدة حقائق لا بد من معرفتها جيداً بهدف الحصول على خطاب القبول في الجامعات التركية، سواء الخاصة منها أو الرسمية.
مدير الأكاديمية التركية للاستشارات التعليمية، نور هاشم مسعود خان، تحدث لـ”وكالة أنباء تركيا، حول خطوات وشروط وعراقيل ومحفزات الدراسة في الجامعات التركية.
ما هي خطوات الالتحاق بالجامعات التركية؟
حول هذه النقطة، قال مسعود خان إن “الطالب الأجنبيّ يمرّ بعدة خطوات حتى الوصول إلى التسجيل في الجامعات التركية، الحكومية والخاصة”.
وهذه الخطوات هي:
“التأكد من استيفاء الشروط المطلوبة للتقديم.اختيار التخصّص الجامعي.تجهيز الأوراق اللازمة للتسجيل.رفع الأوراق على السيستم بالنسبة للجامعات الحكومية.إرسال الأوراق للوكيل بالنسبة للجامعات الخاصة.استكمال التسجيل (التثبيت في الجامعة بشكلٍ يدويّ)”.
كيف يستثمر الطالب وقته للتحضير للدراسة في تركيا؟
في محاولةٍ للاستفادة من وقت انتظار الموافقة الجامعية، ينصح مسعود خان الطالب أن “يحرص على تنظيم وقته بشكل دقيق ومنضبط على الشكل التالي:
تنظيم مواعيد الدراسة.تجنّب المماطلة فيما يخصّ مذاكرة الدروس.تخصيص فترات لقراءة المراجع الجامعية ذات الصلة باختصاصه.تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ والرحلات والالتزامات الأخرى، بما لا يتعارض مع الوقت المخصّص للدراسة والمذاكرة”.
ما هي شروط القبول في الجامعات التركية؟
في معرض الإجابة عن سؤال حول شروط القبول في الجامعات التركية، قال مسعود خان إن “كلّ جامعةٍ في تركيا تفرض شروطاً معيّنة لقبول الطلاب الأجانب، ومن أهم هذه الشروط:
استيفاء معدلاتٍ معيّنة في شهادة الدراسة الثانوية، حيث يتطلّب دخول أيّ اختصاص وجود حدٍّ أدنى من المعدّل يجب تحقيقه.اجتياز امتحان القبول الجامعي “اليوس” أو “السات”.وجود شهادة في اللغة التركية أو الانكليزية بحسب لغة الدراسة، أو الخضوع لسنةٍ تحضيرية”.
وأضاف خان أنه “عادة تكون الشروط في الجامعات الخاصة أقلّ وأسهل من الشروط المفروضة في الجامعات الحكومية”.
إذا اختار الطالب الدراسة باللغة الإنكليزية، هل تنتفي الحاجة لتعلم اللغة التركية؟
أجاب مسعود خان على هذا السؤال بـ”لا”، موضحا أن “تعلم اللغة التركية أمرٌ مهمّ ولا غنى عنه للطالب الأجنبيّ، فهي لغةُ المحادثة مع الزملاء والموظفين والكوادر التعليمية حتى لو كانت لغة المنهج الذي تدرّسه إنكليزية”.
وأضاف “هي بطبيعة الحال لغة البلد، وتلزمك للكثير من مجالات الحياة والمواقف اليومية التي تمرّ بها.
هل كل الاختصاصات متاحة في تركيا؟
أكد مسعود خان أن “كل الاختصاصات متاحة في تركيا”، قائلاً “نعم، تتوفر في الجامعات التركية جميع التخصصات العلمية والأدبية”.
وبيّن قائلا “قد نجد بعض التخصصات بمسميّات أخرى، أو تتوفّر تخصصاتٌ شبيهة بما تبحث عنه من ناحية المنهج الدراسيّ والمواد، أو تخصّص مشترك مع تخصصات أخرى”، لكنه أوضح أن “هذه الحالات نادرة”.
هل الدراسة في تركيا قرارٌ صائب؟
حول هذا السؤال، أجاب مسعود خان “نعم، لأن تركيا بلدٌ حاز على تطوّر في مدةٍ ملحوظة على كافة الأصعدة وأهمّها الصعيد التعليميّ حيث الكفاءة والجودة والأجور التعليمية المناسبة لكافة الشرائح، وسهولة دخول الجامعات التركية مقارنةً في دولة أخرى، وتوفّر بيئة تعليمية متطوّرة بـ بنية تحتية وأساليب حديثة”.
ولفت إلى أنه “يوجد في الجامعات التركية كوادر تعليمية مؤهّلة ومميزة وتوفّر كافة الاختصاصات التي يحتاجها الطالب الأجنبيّ وبلغاتٍ مختلفة، مثل التركية والإنجليزية والعربية والفرنسية والفارسية وغيرها من اللغات”.
هل جميع الشهادات التركية معترف بها دوليا؟
هنا أكد مسعود خان أن “جميع الشهادات التركية معترف بها دوليا.. فتركيا من الدول الموقّعة على (اتفاقية بولونيا)، ما يعني أن شهادتك الصادرة عن الجامعة التركية معترف بها دوليا”.
ما هي أسباب تزايد الإقبال على الجامعات التركية؟
وحول وجود زيادة بالإقبال على الجامعة التركية من الخارج، قال مسعود خان بـ”نعم، ويعود ذلك إلى جملة من الأسباب المتكاملة، وأهمها:
جودة التعليم.رخص المصاريف الدراسية.سهولة القبول والتسجيل في الجامعات التركية.الاعتراف بالجامعات التركية في دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية أيضاً.الترتيب العالمي الذي تمتاز به الجامعات التركية.كذلك يلعب التقارب الثقافي ما بين تركيا والدول الإسلامية الأخرى، والدول العربية تحديداً في توفير بيئة مميزة للحياة الآمنة والمريحة بالنسبة للطلاب.الطبيعة الجميلة والمناخ المميز”.
فوائد الدراسة في تركيا على مستقبل الطالب
عن هذه النقطة، قال مسعود خان “لا يمكن الحديث عن المستقبل بمجرّد الحصول على الشهادة الجامعية التركية، إنما هناك عدة عوامل أخرى تلعب دوراً في رسم ملامح مستقبل الطالب بعد تخرجه من الجامعة، مثل الخبرات التي اكتسبها أثناء دراسته، والقيم العملية التي حقّقها، والتميّز الذي يثبته الشخص أثناء عمله”.
وختم مسعود خان قاءلا “لكن بشكلٍ عام، نستطيع القول إنّ حملك لشهادةٍ تركية هو أمرٌ مهمٌّ إذا ما استثمرته مع خبراتك وكفاءاتك ومهاراتك قبل وأثناء العمل، للحصول على فرص مثالية لمستقبلٍ قويّ سواءً داخل تركيا أو خارجها”.
المصدر/ وكالة أنباء تركيا
