يرتبط مفهوم الحصول على المال في أذهان العديد من الناس ببذل الجهود المضنية والعمل لساعات طويلة، لكن هذا التفكير وحده لن يجعلك ثريًا، وبغض النظر عن الثراء لن يجعلك تستقل ماليًا حتى بعد التقاعد.
بالحديث عن هذا الموضوع، نشر موقع "إنتربرينيور" (Entrepreneur) الأميركي الشهير مقالا لأحد رواد الأعمال اسمه "فراس موسى" يتناول أهمية تنويع مصادر الدخل.
استهل الموقع مقاله بالقول إن دراسة المليونيرات أمر رائع للغاية، لأنهم في أغلب الأحيان أناس عاديون يتمتعون بالانضباط والتركيز بشكل ملحوظ ولا يختلفون في ذكائهم أو قدراتهم العقلية عن سواد الناس، لكنهم يعملون بشكل مختلف عن بقية العالم. فمن الأفكار الرائعة عن أصحاب الملايين أنهم يمتلكون عادة تدفقات متعددة من الدخل.
ومن البيانات المثيرة للاهتمام ما يلي:
لدى 65% من أصحاب الملايين 3 مصادر للدخل.
لدى 45% من أصحاب الملايين 4 مصادر للدخل.
لدى 29% من أصحاب الملايين 5 أو أكثر من مصادر الدخل.
قد يسأل أحدنا بعد قراءة هذه البيانات ليقول: "وقتي يكفي بالكاد للالتزام بالوظيفة الحالية التي أعمل بها، كيف تتوقعون من الإنسان الذي يحصل على 24 ساعة في يومه فقط أن يكون لديه مصدران أو 3 مصادر مختلفة للدخل؟!".
الجواب على هذا السؤال، أن تنويع مصادر الدخل لا يعني الحصول على عمل إضافي إطلاقًا، بل يوجد طرق عديدة يسميها الخبراء بـ "مصادر الدخل السلبي" التي يمكن أن تجعلك تكسب المال بدون جهد يذكر وبدون التورط بساعات عمل إضافية.
من مصادر الدخل السلبي يمكننا أن نذكر:
أولًا: تأجير العقارات
ليس من السهل الحصول على مبلغ كافي لشراء عقار بغض النظر عن تأجيره إذا كنت موظفًا يحصل على راتب شهري ثابت. لكن الفكرة تكمن في أن تحاول الحصول على قرض حسن (بدون فائدة) عن طريق الاتفاق مع أحد البنوك ووضع راتبك الثابت كضمان على أهليتك لسداد القسط شهريًا.
لن يكون عليك القلق من أن راتبك سيصبح عرضة للتآكل بسبب الأقساط البنكية الباهظة، فبعد إبرام الاتفاق مع البنك وشراء العقار ستقوم مباشرةً بتأجيره بشكل شهري، وهكذا فإن المبلغ الذي ستحصل عليه من المستأجر ستسدده للبنك، والفارق الباقي يمكن أن تعوضه من راتبك.
بعد انتهاء أقساط البنك وسداد المبلغ كاملًا، سيكون الإيجار الشهري الذي تحصل عليه هو دخل إضافي سلبي يضاف إلى راتبك الشهري من عملك الحالي بدون أن تضطر لبذل أي جهد.
بالطبع تختلف ظروف وإمكانية تطبيق هذا السيناريو باختلاف الدولة وقوانينها وطبيعة تعامل البنوك وحال الناس. لذلك يجب عليك البحث جيدًا بالتفاصيل، وعدم الاستعجال قبل تمحيص الأمر.
ثانيًا: تأجير سيارتك
أصبح تأجير السيارات من شخص إلى آخر رائجا بشكل ملحوظ، وذلك بفضل نقص المعروض في السوق. فعندما انتشر الوباء (كورونا)، أغلقت شركات كبيرة مثل "هيرتز" (Hertz) وباعت العديد من سياراتها. ومع نقص الرقائق، تجد هذه الشركات صعوبة في مواكبة الطلب المتزايد.
والآن، تقدم شركات مثل "تورو" (Turro) القدرة على تأجير سياراتها للآخرين. وهذا الأكر قد حوله بعض الناس إلى عمل جانبي من نوع ما، وكسبوا قدرا كبيرا من الدخل "بدون جهد". وفي الواقع، تمكن طالب يبلغ من العمر 22 عاما في مدينة تورنتو (في كندا) من تطوير أسطول صغير من 4 سيارات فاخرة.
ولا يقتصر الأمر على العقارات التي يمكنك الاستثمار فيها واستئجارها، فإذا استمرت اتجاهات السوق، فإن تأجير السيارات يتحول بسرعة إلى مصدر دخل قابل للتطبيق.
ثالثًا: الاستثمار في الأسواق المالية
نوع آخر شائع من تدفق الدخل "بدون جهد" الذي سيزيد ثروتك، وهو أن يكون لديك دخل استثماري من خلال استثمارات مثل أرباح الأسهم والذهب والعملات بمختلف أنواعها (عادية ومشفرة).
لن تجعلك هذه الاستثمارات تكسب أموالا تغيّر الحياة، ولكن مع نمو ثروتك، يعد سوق الأسهم مكانا رائعا لإيقاف أموالك بأمان في أثناء نموها وتحقيق دخل ربع سنوي أو شهري. ومفتاح بناء الثروة هو التنويع، وسيساعدك القيام باستثمارات مدرة للدخل في الأسهم أو العملات أو غيرها على تحقيق هذا الهدف.
رابعًا: دخل التجارة
يمكنك بعد جمع مبلغ مالي معين الانخراط ببعض أنواع التجارة التي لا تنطوي على مخاطر كبيرة ولا تتطلب متابعة مضنية. على سبيل المثال يمكن افتتاح متجر صغير وتمويله ووضع موظف تثق به مع معارفك للإشراف عليه.
يمكن أيضًا استيراد بعض المنتجات من الصين مثلًا، وعرضها على متجر إلكتروني وتوظيف شخص معين ليتابع الأمر ويقوم بعمليات الشحن للزبائن.
متابعات