أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

بعيداً عن الشكل الهندسي.. لماذا تمتلك الأبنية في بريطانيا نوافذ مغلقة بالإسمنت بشكل تام عكس باقي الدول

 بعيداً عن الشكل الهندسي.. لماذا تمتلك الأبنية في بريطانيا نوافذ مغلقة بالإسمنت بشكل تام عكس باقي الدول

اذا زرت بريطانيا و أمعنت النظر في بعض المباني التاريخية القديمة في بريطانيا، ستجد أن شيئًا مميّزًا يجمعها كلها.


وهو أنها تخلو من النوافذ تقريبًا أو نوافذها قد أغلقت بالطوب بعد أن كانت مفتوحة! فلماذا يا ترى ؟


لكل دولة تشريعاتها وقوانينها التي تسنها بما يصلح حال الدولة ويرفع شأنها.


فمثلا بريطانيا في القرن السادس عشر كان لها بعض العادات والسلوكيات بل والقوانين الغريبة الخاصة بها .


مرت فترة على بريطانيا كان فيها فتح النوافذ في المنازل أو الأبنية أمراً مكلفا، وبدأت هذه الفترة في عام 1696 مع ظهور قوانين مخيبة لآمال السكان وقتها.


كان الروائي الإنكليزي المعروف (تشارلز ديكنز) هو من بدأ بالتعبير عن استيائه من هذه الضريبة.


ففي عام 1850 كتب حولها في مجلة Household التي كانت تصدر آنذاك، فقال: ”أصبحت مقولة ’مجاناً كالهواء‘ مقولةً غير قابلة للتطبيق في بلدنا بموجب تصرفات البرلمان، فلا الهواء ولا الضوء أصبحا مجانيين بعد فرض ضريبة النوافذ، نحن ملزمون بدفع ثمن أمور تقدمها الطبيعة لنا بسخاء ومجاناً للجميع، وهذا عبء كبير على الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل كل هذه النفقات وخصوصاً نفقات أكثر أساسيات الحياة ضرورةً: الهواء والضوء“.


كانت ضريبة النوافذ مجرد واحدة من عشرات الضرائب السخيفة التي فرضتها الحكومة البريطانية وتفننت في انتقائها بغرض جمع أموال الشعب.


فعلى سبيل المثال كانت هناك ضريبة أخرى هي ضريبة الطوب، حيث كانت الضريبة تحتسب بناء على عدد أحجار الطوب التي بُني بها المبنى.


وُجدت هذه الضريبة خلال عهد الملك (جورج الثالث) في عام 1784 للمساعدة على دفع رسوم تكاليف الحرب التي كانت تخوضها بريطانيا في المستعمرات الأميركية.


وكذلك تمكن الناس من التلاعب بهذه الضريبة من خلال زيادة أحجام أحجار الطوب المستخدمة في البناء، فبدل أن يكون البناء مكونا من 1000 حجر طوب صغير أصبح مكونا الآن من 500 حجر كبير على سبيل المثال.


ولا تزال هذه المنازل المبنية بالطوب الكبير موجودة في Measham.

بعيداً عن الشكل الهندسي.. لماذا تمتلك الأبنية في بريطانيا نوافذ مغلقة بالإسمنت بشكل تام عكس باقي الدول


ضريبة أخرى هي الضريبة التي فُرضت على المداخن (الشومينيهات)، فكلما كان المنزل يحتوي على مداخن أكثر كلما زادت الضريبة، مما دفع الناس أيضاً للتلاعب بهذه الضريبة من خلال تقليل عدد المواقد والمدافئ وأيضاً الانتقال للعيش في بيوت صغيرة لا تحتوي أحياناً على أي مدفأة.


ورغم كل هذا الأمر كانت ضريبة النوافذ هي أكثر ضريبة استمرت لمدة طويلة وأكثرا إثارة للاستياء الشعبي.


يمكنك اليوم رؤية ما خلفته هذه الضرائب من خلال التجول في مختلف أنحاء المدن الإنجليزية حيث ستجد بيوتاً وأبنية قديمة فيها العديد من النوافذ المغلقة بالطوب (كانت مفتوحة ولكنها أُغلقت بعدما تم فرض هذه الضريبة في محاولة لتخفيف حجمها).


اقتبس مصطلح ”سرقة في وضح النهار“ من هذه الضريبة لأنها كانت تدفع الناس لإغلاق نوافذهم وهي تكون بذلك في جوهرها تسرق ضوء النهار منهم بطرق غير شرعية.


لكن هذا المصطلح لم يستخدم بشكل صريح ويطبع في الصحف قبل عام 1916، كما لم يتم ربطه بتلك الضريبة الجائرة.




متابعات 


محطة تركيا الأخبارية
محطة تركيا الأخبارية
تعليقات