يترقب عشاق الفلك عرضا سماويا مبهرا يحدث في وقت لاحق من شهر مارس الحالي، حينما ستكون 5 كواكب من النظام الشمسي مرئية من الأرض كجزء من محاذاة كوكبية نادرة.
وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أنه من المتوقع أن تصطف كواكب المشترى وعطارد وأورانوس والمريخ والزهرة معا في جزء صغير من السماء بعد وقت قصير من غروب شمس يوم 28 مارس، وسيكون اثنان من الكواكب الأكثر إشراقا، عطارد والمشترى، ملحوظين بالقرب من الأفق، بينما من المتوقع أن يسطع كوكب الزهرة أعلى في السماء.
اصطفاف 5 كواكب
وعلى الرغم من الحاجة إلى مناظير لتحديد موقع أورانوس، إلا أن المريخ سيكون قابلا للرصد في المحاذاة بالقرب من القمر الذي سيكون في مرحلة التربيع المتزايد الأول.
وفي حين أن من غير المعتاد رؤية 2 أو 3 كواكب في السماء، فإن المحاذاة لـ5 كواكب تعد أقل شيوعا.
مثل هذا الاصطفاف حدث في العام الماضي، وفي كل من عام 2016 وعام 2020.
وللتعرف على الكواكب بسهولة في نهاية هذا الشهر، يوصى باستخدام تطبيقات مثل Sky Tonight التابع لـStar Walk، يمكن توجيهها نحو السماء ليلا لإعطاء عرض حي لما يجري.
وبعد أقل من شهر، من المتوقع حدوث محاذاة عطارد وأورانوس والزهرة والمريخ مرة أخرى في جزء السماء بزاوية 35 درجة، ثم في 24 أبريل، عند 40 درجة، سيتجمع المريخ والزهرة وأورانوس وعطارد معا.
كوكب أورانوس
وفي السياق ذاته، اكتشف ويليام هيرشل، كوكب أورانوس في مارس 1781 ليصبح الكوكب السابع في المجموعة الشمسية.
كوكب أورانوس، هو سابع الكواكب بعدًا عن الشمس، وثالث أضخم كواكب المجموعة الشمسية، والرابع من حيث الكتلة، وسمي على اسم الإله أورانوس باليونانية القديمة.
لم يتم تمييزه من قبل الحضارات القديمة على أنه كوكب رغم أنه مرئي بالعين المجردة، نظرًا لبهوته وبطء دورانه في مداره، لكن كوكب أورانوس رصد في عدة مناسبات قبل اكتشافه ككوكب، وكان يعتقد خطأ بأنه نجم.
أول التسجيلات الرصدية له كانت سنة 1690 عندما رصد الفلكي جون فلامستيد أورانوس بما لا يقل عن ست مرات، وصنفه كنجم في كوكبة الثور وسماه بالثور 34، كما رصده الفلكي الفرنسي بيير شارل لومونييه بما لا يقل عن اثنتي عشرة مرة بين عاميّ 1750 و1769 بما فيها خلال أربع ليالي متتالية.
لكن وليام هرشل أعلن عن اكتشاف كوكب أورانوس موسعًا بذلك حدود الكواكب المعروفة لأول مرة في التاريخ، كما كان أورانوس كان أول كوكب يُكتشف من خلال التلسكوب.
تركيب أورانوس
يشابه تركيب أورانوس تركيب كوكب نبتون، وكلاهما ذو تركيب مختلف عن العملاقين الغازيين الآخرين (المشتري وزحل)، لذلك يصنفها الفلكيون أحيانًا تحت تصنيف عملاق جليدي.
ويعد تكوين الغلاف الجوي يشابه تركيب غلاف كلًا من المشتري وزحل، حيث يتركب بشكل أساسي من الهيدروجين والهيليوم، لكنه يحتوي على نسبة جليد أعلى مثل جليد الماء والميثان والأمونيا مع وجود بعض الآثار للهيدروكربونات.
ويعتبر غلافه الجوي الأبرد في المجموعة الشمسية، مع متوسط حرارة يبلغ 49 كلفن (-224 درجة مئوية)، إذ يتألف من بنية سحاب معقدة، ويعتقد أن الماء يشكل الغيوم السفلى والميثان يشكل طبقة الغيوم الأعلى في الغلاف في حين يتألف أورانوس من الصخور والجليد.
يملك أورانوس مثل باقي الكواكب العملاقة نظام حلقات وغلافًا مغناطيسيًّا وعددًا كبيرًا من الأقمار، وأكثر ما يميز أورانوس عن غيره من الكواكب هو أن محور دورانه مائل إلى الجانب بشكل كبير، تقريبًا مع مستوى دورانه حول الشمس، بحيث يتموضع قطباه الشمالي والجنوبي في مكان تموضع خط الاستواء لمعظم الكواكب.
الكواكب والأرض
ترى حلقات الكوكب من الأرض أحيانًا كهدف الرماية، وتدور أقماره حوله باتجاه عقارب الساعة. أظهرت صور ملتقطة بواسطة المسبار فوياجر 2 سنة 1986 بعض التضاريس للكوكب بالضوء المرئي بدون أي تأثيرات لمجموعات الغيوم أو العواصف مثل باقي العمالقة الغازية. أظهر الرصد الأرضي تغيرات مناخية فصلية، وزيادة في تغيرات الطقس في السنوات الأخيرة، وخاصة عندما يقترب أورانوس من الاعتدالين، فيمكن أن تصل سرعة الرياح 250 مترًا في الثانية.